قصص صحفية

بتلات الورد (5) 2024

مراد سليمان علو 

 

ــ أنّ تسجيل أغنية (تحت ضوء القمر) الذي يعود لسنة 1860 والذي سجّله (إدوار ليون سكوت دو مارتنفيل)، هو أقدم تسجيلٍ صوتيٍّ لصوت الإنسان تم الحفاظ عليه؟

تحت ضوء القمر، هي أغنية شعبية فرنسية قديمة من القرن الثامن عشر. مجهولة المؤلف. يتم تدريسها عادة لطلاب الموسيقى المبتدئين نظرا للحنها البسيط، حيث تعتبر وسيلة سهلة لتعويدهم على كيفية لعب النوتات على الآلة.

ذكرني التسجيل النادر لهذه الأغنية، بالمطرب الشعبي الشنكالي الأسطورة (عيدوى كتي) الذي كان يستخدم نفس التكنيك: اختيار لحن بسيط، وكلمات بسيطة؛ ليعلم الآخرين كيف يدبكون.  فهو ملحن ومعلم دبكة ومغني وكاتب أغاني. وتوفي في عام (1982). وحسنا فعل بعض المطربين الشعبيين من أمثال دخيل أوصمان بأحياء البعض من تراثه المدفون. ولكن يبقى السؤال:

 هل هذا يكفي؟

ألا يستحق عيدوى كتي الاحتفاء به وأحياء تراثه الفني الذي هو بالتالي تراث شنكالي أصيل؟

 

ــ لا أعرف كيف يطلق البعض على نفسه صفة (باحث) وأبناء الحلال هم من يصلحون له أخطائه الإملائية، ويرتبون له مقالاته وكتبه لغويا ونحويا، فهو ما زال لا يفرق بين المذكر والمؤنث. المشكلة ليست هنا. فكلنا نخطأ املائيا أو نحويا قليلا أو كثيرا، ولكن السؤال الذي لابد منه:

من أطلق عليه لقب باحث؟ وهل يعرف ما معنى باحث؟ وكيف يجب أن يكون الباحث الجاد؟ وكيف يختار الحقل الذي يبحث ويكتب فيه؟ أنه باحث (وعليك يا الله) يكتب في الشأن الأيزيدي تارة، وتارة أخرى يكتب عن الدولمة. ما هي مؤهلات الباحث؟ ما الفرق بينه وبين الكاتب؟

برأي علينا أولا أن نميز ما بين القارئ أو المتعلم كبداية، وبين المثقف أو المفكر. وما بين الكاتب والباحث. كل هذه الأفكار حول هذه المصطلحات التي يجب أن نتعامل معها بدقة ونعطيها حقها، قد تكون في مقالة قادمة قريبا.

 

 ــ في الذكرى العاشرة للفرمان الأخير علينا. لا بأس أن كنت لا تستحي، ولا تخجل. لا بأس أن لم تدمع عينيك في هذه الذكرى الأليمة. لا بأس ان نشرت شيئا معيبا على جدارك الأزرق، تمدح به عدوك. لا بأس أن كنت ما تزال من المطبلين. مصالحك تفرض عليك أن تكون منبطحا، مركزك الوظيفي يحتم عليك أن تكون ذيلا يخجل الكلب والحمار من مقارنة ذيلهما بذيلك. لا بأس أن كنت أضعف من أن تنشر شعر حجي قيراني، أو تدع الناس تسمعه، أو تنشر على صفحتك هذه الوخزة البسيطة. فمنذ عهد عاد وأمثالك يلعبون على حبلين، وهم ذو وجهين، أحدهما أقبح من الثاني. لا بأس عليك فأنت أنسان، ولكنك تعيش في الدرك الأسفل. خائنا لتين شنكال، وهواء شنكال، وماء شنكال، وستعيش طول العمر قلق البال، مثقوب القلب، أسود الضمير. لا تقوى على النظر للأمام. فلا بأس عليك؛ فالقاع ممتلئ بأمثالك.

 

ــ ما العمل أذن؟

ما هو الحل؟

ماذا نفعل؟

وأسئلة أخرى كثيرة من هذا النوع!

الحل الذي لا حل سواه، العمل الدؤوب المستمر الواعي الصبور، لإطلاق سراح العقل الأيزيدي من كهوفه؛ لنزع القابلية للإخضاع والانصياع للاستبداد والسيطرة باسم الدين، والقومية، والحزب، والعشيرة. والعواطف الرخيصة.

 

ــ كما ترى، هذه هي ضريبة نعمة الأنترنت والشبكة العالمية، الكثير من الأسفاف والكثير من القذارة، والكثير الكثير من الغباء؛ مقابل القليل من الجد، والقليل من الحكمة، والقليل القليل جدا من الحقيقة.

 

ــ البعض، أقول البعض، ولا يستثنى من ذلك أية فئة، يتميز بسلبية فائقة؛ مهما حاولت أن تشرح له أمرا، سيذهب للجانب المظلم للموضوع. أظن أن الأمر مع البعض ليست قدرة على التعبير، وشرح الأسباب، والتماهي مع المشكلة المطروحة وكأنها ستستمر الى الأزل. أعتقد جازما أن بعض هؤلاء بحاجة لمراجعة طبيب نفسي للوقوف على جذور التشاؤم النابت في نفوس هؤلاء. دعونا نثقف أولا لمراجعة أطباء النفسية، وأخصائيو النفس لنمنح هؤلاء بعض المرونة في التفكير، وشيء من التفاؤل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى