
ايزيدي 24 – عادل مروان
يتميز العراق بتنوع ثقافي وتاريخي وحضاري يمتد لآلاف السنين، وكان يعرف ببلاد ما بين النهرين “الميزوبوتاميا” الغني بالمعتقدات الدينية والعرقية، وكانت الديانة الايزيدية، ضمن محافظات نينوى ودهوك في شمال العراق حاليا، الى جانب الديانة الكاكائية “اليارسانية”، ضمن محافظات كركوك والسليمانية وديالى وأربيل في شمال العراق حاليا، من بين أبرز الديانات في العراق القديم.
حافظ، الايزيديون واليارسانيون في العراق على ثقافتهم وتراثهم وفلكلورهم منذ آلاف السنين عبر الموسيقى والزي التقليدي، إضافة الى النقل الشفهي للنصوص الدينية الخاصة بهم.
واصبح “بيت التعايش” مكاناً يجمع المكونات والاديان العراقية، فجمع نخبة ووفد من الناشطين والاعلاميين من الديانة الكاكائية من محافظات (كركوك وحلبجة والسليمانية) مع مكونات سنجار في أمسية جمعت الشعر والتراث والفلكلور والموسيقى.
واكد “ميرزا دناي” المدير العام ومؤسس “بيت التعايش”، في حديثه لــ “ايزيدي 24″، أن “هذه المرة الاولى التي يزور فيها وفد من الناشطين والاعلاميين من الديانة الكاكائية الى سنجار، لنؤكد على الروابط والمشتركات بين الكاكائية والايزيدية والتقارب بينهم وبين المجتمعات الأخرى أيضا”.
منوهاً الى أن “فرقتان من الايزيديين والكاكائيين قدمتا مقطوعات موسيقية تمثل الثقافة والتراث والفلكلور لدى الديانتين”.
شاركت في الأمسية، فرقة هامراز التي تهتم وتنقل الفلكلور والتراث الكاكائي عبر الموسيقى والغناء، الى جانب عدد من الفنانين والموسيقيين الايزيديين في معهد ميرزو للموسيقى.
وتعتبر الموسيقى من التقاليد المقدسة لدى الشعوب والديانات القديمة ومنها الديانات الايزيدية والكاكائية (اليارسانية)، وهي تعتبر عاملاً اساسياً في الطقوس الدينية وفي الاعياد والمناسبات الأخرى.
وقدمت الفرق الموسيقية عدد من الأغاني والموسيقى التراثية الخاصة بالكاكائية والايزيدية، لتكون “أمسية فلكلورية تعزز من التنوع الثقافي والتاريخي والديني في العراق، وتحافظ على الفلكلور في المنطقة”، بحسب ما أشارت اليه الفنانة والموسيقية “سلمى شرف”.
وقال، مسؤول فرقة هامراز الكاكائية، “ناووس كاكائي”، “كانت فرصة سعيدة لنتعرف على طبيعة الحياة في سنجار، واستمعنا الى الموسيقى الايزيدية التي تمثل الروحية الدينية والفلكلور والتراث الايزيدي”.
وأشار إلى أنه “كانت المرة الأولى التي تجتمع فيها الموسيقى الكاكائية والايزيدية”، منوهاً أنه “سعيد بنقل الموسيقى اليارسانية التراثية الى المجتمع الايزيدية”.
مضيفاً أن الهدف هو “الاستماع والاستفادة والجمع بين الثقافات والتراث والفلكلور الكاكائي والايزيدي”.
وتبرعت الفرقة الموسيقية بــ 5000 (خمسة آلاف) من عقل أشجار الرمان، المعروفة في حلبجة، لزراعتها في جبل سنجار، ويرمز هذا العدد الى عدد شهداء الأنفال، ضحايا نظام صدام حسين، عندما قصفها بالكيميائي في مارس 1988.