البهائيونتقارير

صيام البهائيين: رحلة روحانية تمتد لــ 19 يومًا وتنتهي بعيد النور ‏

برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي 24 – ‏مثنى النهار


‏العراق بلد يضم الكثير من المكونات التي لها تنوع ديني ومذهبي وعرقي وقومي، ومن بين هذه المكونات المكون البهائي (البهائيون)

‏شهر آذار هذا العام شهد صيام شهر رمضان الذي يصوم فيه المسلمون وصيام البهائيين واحتفال “نيروز” الذي يحتفل فيه الكثير من المكونات في هذا البلد.

‏في بداية شهر آذار (مارس) من كل عام، يلتزم أتباع الديانة البهائية بصيام يستمر 19 يومًا، من الثاني وحتى العشرين من مارس، حيث يمتنعون عن الطعام والشراب من شروق الشمس حتى غروبها، في طقسٍ روحاني يُشابه الصيام في العديد من الأديان السماوية.

‏الصيام في البهائية لا يُنظر إليه على أنه مجرد امتناع عن الطعام، بل هو وسيلة للتقرب إلى الله، والتأمل في القيم الروحية، وتعزيز الإرادة الذاتية. ويرى البهائيون أن هذه الفترة تُعدّ تطهّرًا روحيًا يساعدهم على استقبال عامهم الجديد بنقاء وصفاء نفسي.
في حديث خاص لـ “ايزيدي 24″، قالت “كوثر الوتار”، وهي ناشطة بهائية، أن “‏الصيام في البهائية يبدأ بعد (ايام الهاء) وهي الايام الخمس او الاربع الكبيسة التي تسبق ايام الصيام، وتعتبر ايام الهاء ايام قدسية ومباركة يتبادل فيها البهائيين الزيارات ويقدمون الخدمات لجيرانهم واصدقائهم، اذ تعتبر ايام (المحبة والعطاء) وبعد اتمامها تبدأ ايام الصيام وهي ١٩ يوما ينتهي (بعيد النيروز)”.

وأاضفت “يبدأ الصيام من شروق الشمس الى الغروب ويمتنع فيه البهائيين عن الاكل والشرب والاهم عن كل ما هو منهى عنه في الديانة البهائية ليرتقي بروحانيته واكتسابه للكمالات الالهية، فالصيام هو ليس فقط الجوع والعطش بل الترقي الروحاني الذي يستمر من الصيام ويبدأ سنة بهائية جديدة نكرس فيها اعمالنا الطيبة وخدماتنا للعالم الانساني”.

‏اما عن الاكلات التي يستجب تناولها، فأشارت “الوتار” الى ‏ان “البهائية ديانة عالمية لهذا السبب ترى ان الاكلات تحدد حسب المجتمع الخاص بالفرد البهائي ولا يوجد اكل او شرب محدد ما دام فيه منفعة وصحة ومسرة للانسان، ووفق التعاليم البهائية، يُعفى من الصيام كلٌّ من الأطفال دون سن 15 عامًا وكبار السن فوق الـ 70 عامًا، والمرضى الذين تتعارض حالتهم الصحية مع الصيام، والنساء الحوامل والمرضعات، والمسافرون لمسافة تزيد عن 9 ساعات سفر، والذين يؤدون أعمالًا شاقة تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا”.

‏النَّيْروز.. عيد الفرح والانطلاق

‏في اليوم التالي لانتهاء الصيام، يحتفل البهائيون بعيد النَّيْروز، الذي يوافق 21 مارس، وهو رأس السنة البهائية، هذا اليوم يرمز إلى التجدد والفرح، ويُحتفل به بالتجمعات العائلية، وتبادل التهاني، وإقامة الفعاليات الاجتماعية التي تعكس البهجة بانتهاء فترة التأمل الروحي وبداية عام جديد.

‏امنيات العيد

‏تمنت “الوتار”؛ ان تتنتهي الحروب والكراهية ما بين الانسان واخاه في كل العالم وان تكون الغاية في هذه الحياة هو السلام، واضافت، “يجب أن نضع الاساس المتين لسلام عالمي يعم البشرية في كل مكان ولا يوجد ما هو امتن من المحبة الخالصة الحقيقية التي تزيل التعصب والنزاع والكراهية الدينية والسياسية والعرقية وغيرها”.

‏البعد العالمي للصيام البهائي

‏على الرغم من قلة عدد البهائيين مقارنة بالديانات الكبرى، فإن انتشارهم في مختلف بقاع العالم، من الشرق الأوسط إلى الأمريكتين وأوروبا، جعل صيامهم محط اهتمامٍ للباحثين في مقارنة الأديان، ويُلاحظ أن فلسفة الصيام لديهم تتقاطع مع العديد من التعاليم الدينية الأخرى، ما يُبرز قيمة الصوم كوسيلةٍ للتقرب إلى الله وتعزيز الروحانية في مختلف الثقافات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى