عيد مار قرياقوس ببغديدا: حنطة، صلاة، وفرحة قلوب
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي ٢٤ – ديفيد سالم
في كل عام، يحتفل أهل بغديدا وبلدات سهل نينوى بعيد مار قرياقوس، وهو يوم مميز يعود إلى التقاليد القديمة. يبدأ الناس بالتوافد إلى الدير القديم، الذي يبعد كيلومترين عن مركز قضاء الحمدانية (قره قوش)، منذ الفجر. يرتدون الزي التراثي ويتجمعون، صغارًا وكبارًا، وفقًا لطقس شعبي خاص ببغديدا.
ماهي تقاليد هذا العيد ؟
تروي إمامة كرومي، امرأة عمرها 76 سنة، عن تقاليد عيد مار قرياقوس تقول، “منذ كنت صغيرة، كنت اعمل حنطة مقلية كل سنة، وما زلت مستمرة في صنعها لأولاد أولادي كواحدة من دلالات العيد”.
و هي تعمل الحنطة المقلية يركض الأطفال حولها بكل فرح و سرور و تقول كرومي بقلب مليء بالحب،”الاطفال يفرحون كثيراً و دائما ما يسألون عن هذا العيد و هذه الأكلة و نصنع هذه الاكلة لبركة الحنطة، ونحتفل بها بعيد مار قرياقوس، السعانين، وأعياد الميلاد”.
الحنطة المقلية
تقول امامة،”ناتي بالحنطة، و ننظفها من الشوائب، ننقعها بالماء ٥ أو ٦ أيام، ثم تنشف، و يتم رشها بالملح، وننشرها بالشمس، وأخيرا و بعد ذلك نقوم بقليها بالإضافة الى الحنطة نضع معها حب بطيخ”.
و تحدثت عن المراسيم التي تجري في الدير تقوا،””نأخذ الخبز والحنطة المقلية، نضعها في جيوبنا، نذهب مشياً لأن قبل لم تكن هناك سيارات، نصلي بالطريق ونشعل شموعاً بالدير، نأخذ بركة الصليب ونجلس حتى العصر”.
العيد قديماً
تتذكر إمامة أيام العيد و الطفولة و تسرد،”كنا نتمسك جميعاً و ايدينا بايدي بعض، كنا نتحنب قطع المحاصيل و الزرع لانه حرام كنا نفرح كثيراً و نتجول حتى الليل و نصلي و قبل العتمة نعود الى منازلنا”.
تقول وهي شاردة انها تتذكر الشموع، الصلوات، البنات، الضحكات، والحنين لأيام زمان.
تتحدث إمامة عن التغيرات التي حدثت في الحياة. تقول: “نعم، التكنولوجيا غيرت، قبل كنا ننتظر العيد بلهفة، الآن كل شيء اصبح سهلاً و في متناول اليد لكن الأحاسيس قلت”.
اما عن الأكلات القديمة، تتابع و تقول: “لم يكن هناك الكثير من الاكل لان الاوضاع المادية لم تكن جيدة و كنا نشتري اشياء بسيطة كالخبز والجبن، وبالسعانين كنا نخبز خبزا أصفر منقوشاً، ونفرح به”.
بشكل عام، يعتبر العيد عيداً هاماً في العديد من الثقافات، حيث يتم الاحتفال به تحت مختلف المسميات وبطقوس مشابهة. يعتبر هذا العيد فرصة للشعوب للاحتفال بتاريخها وتراثها الثقافي، وتعزيز الهوية الدينية والثقافية، وتعزيز التفاهم والتعاون بين الشعوب.