
ايزيدي 24 – مثنى النهار
في لوحة نابضة بالألوان والأنغام والتقاليد، شهدت منطقة “صفية” جنوب شرق الموصل انطلاق فعاليات مهرجان الثقافة الكاكائية، بحضور واسع من أبناء الطائفة الكاكائية، إلى جانب شخصيات ثقافية وأكاديمية وممثلين عن مكونات المجتمع العراقي كافة.
المهرجان، الذي أقيم وسط أجواء من الفرح والانتماء، أكد أن التنوع في العراق ليس مجرد تنوع ديني أو عرقي، بل هو ثراء حيّ يُترجم من خلال الفن، والأزياء، واللغة، والطقوس، ويستحق أن يُحتفى به بكل فخر.
تراثٌ نابض وهوية حية
تنوعت فعاليات المهرجان بين عروض فنية وفلكلورية، ومعارض للمشغولات اليدوية، وركن خاص بالزي التقليدي، بالإضافة إلى أطباق شعبية قدّمها أبناء المكون الكاكائي، لتعريف الحاضرين بثقافتهم المتجذرة.
وكان لركوب الخيل، كأحد رموز الموروث الكاكائي، حضورٌ بارز، إلى جانب الأمسيات الشعرية التي أُلقيت باللغة الكاكائية، ما أضفى على المهرجان بعداً وجدانياً يعكس الاعتزاز بالهوية والانتماء العريق.
الثقافة في قلب المشهد
ولم يخلُ المهرجان من الجانب الفكري، إذ تخلله توقيع كتب لكتّاب كاكائيين، سلّطت الضوء على “قضايا الهوية والتاريخ والواقع الثقافي”، في تأكيد على أن الثقافة الكاكائية ليست فقط تراثاً ماضياً، بل عنصراً فاعلاً في الحاضر والمستقبل.
صوت من الداخل
وفي تصريح خاص، قال الناشط المدني “أزهر كاكائي”، ”لسنا بصدد التميز عن الآخرين، بل نُعبّر عن أنفسنا بثقافتنا، بلغتنا، وهويتنا التي نعتز بها ونحملها بسلام”.
وأضاف، “المهرجان جسّد الحياة الكاكائية بكل تفاصيلها، من الفروسية إلى الأهازيج، إلى رائحة الأكلات التي تعبق بتاريخ طويل من الأصالة”.
نينوى.. فسيفساء التنوّع
من جانبه، أشار “فلاح الخطابي”، عضو تحالف الأقليات العراقية، إلى أن “محافظة نينوى تمثل العراق المصغّر، حيث تتقاطع فيها الثقافات والديانات”، منوهاً أنه ”رغم ما مرّت به من مآسٍ، تبقى نينوى قادرة على أن تنهض بثقافتها، وتُعيد رسم صورتها كملاذٍ آمن للجميع”.
وأكّد أن فكرة المهرجان هذه “انطلقت قبل عام، كجزء من مشروع ثقافي يهدف لتعزيز التعايش السلمي”، مشيراً إلى أن “التجربة تضمنت أربع فعاليات رئيسة:
- عرض للأزياء التقليدية لمكونات المجتمع.
- تقديم أكلات شعبية من كل مكون.
- جلسة حوارية جمعت ممثلي المكونات المختلفة.
- معرض فني للمواهب من كافة الأطياف.
وأضاف أن “هذه المبادرة تم تنفيذها سابقاً عبر شبكة تحالف الأقليات العراقية، التي زارت عدداً من المحافظات لنقل نموذج يحتفي بالتنوع ويكرّس قيم العيش المشترك”.