“حماة البيئة” يحولون فرحة العيد إلى مبادرة للنظافة والتوعية
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي ٢٤ – بسام جيجي
في أجواء عيد رأس السنة الإيزيدية، حيث تتجه أنظار الآلاف من الإيزيديين إلى منطقة “گلي رمي” السياحية شمال جبل سنجار غرب محافظة نينوى شمال العراق، كان لفريق “حماة البيئة” التطوعي حضور مميز، وهم يحملون معهم رسالة خضراء تعكس وعيًا متجددًا تجاه بيئة سنجار التي أنهكتها الحروب والتغيرات المناخية.
هذا الفريق الشاب، الذي يضم مجموعة من المتطوعين الشغوفين بالبيئة من مختلف مناطق سنجار، يعمل منذ فترة على تحسين الواقع البيئي للمنطقة، بعد سنوات من التدهور الناتج عن التصحر، الجفاف، والإهمال الذي خلفته الحرب.
يقول “باشا حسين”، أحد أعضاء الفريق، “اليوم هو عيد رأس السنة الإيزيدية، ومنطقة گلي رمي تعج بالزائرين. قمنا بتنظيم حملة تنظيف قبل العيد، وزودنا المكان بلافتات توعوية، لكننا أردنا أن نذهب أبعد من ذلك. أطلقنا مبادرة بيئية شملت توزيع أكياس النفايات على العوائل، بالإضافة إلى بروشورات توعوية مباشرة للزوار. الهدف هو ترسيخ وعي بيئي مستدام، لا يقتصر على المناسبة بل يمتد ليصبح جزءًا من ثقافتنا اليومية”.
“باشا” وجّه رسالة واضحة للزائرين، قائلاً، “نحن لا نطلب شيئًا صعبًا، فقط أن يُؤخذ كيس نفايات إلى جانب الطعام والشراب أثناء الرحلة، ثم يُملأ بالنفايات ويُرمى لاحقًا في مكان مخصص. لأن البيئة مسؤولية جماعية، وإن لم نحافظ عليها، فسيفسد مشهد النفايات فرحتنا وجمال المكان الذي أتينا من أجله”.
ومن بين الزائرين، تحدّث المواطن “ديوالي ميرزا” عن أهمية هذه الحملة قائلاً، “الرسالة وصلت، وأنا أعتبر هذه المبادرة بداية لتغيير ثقافة التعامل مع الأماكن العامة. الحفاظ على النظافة لا يجب أن يُفرض، بل يُعلّم ويُشجع عليه بهذه الطرق الحضارية. نحن بحاجة إلى مزيد من هذه المبادرات لنحمي بيئتنا ونعيد لرمى وسنجار ألقها”.
أنهى فريق حماة البيئة حملته بابتسامة ورضا، بعد أن تفاعل معهم الكثير من الزائرين، آملين أن يكون هذا العيد بداية لعلاقة جديدة بين الناس والطبيعة، قائمة على الاحترام والمسؤولية.
“البيئة عنوان حضارتنا فلنحافظ عليها لأجلنا ولأجل الأجيال القادمة”.