من بحزاني إلى سماء العراق.. سامان فلاح يكسر الحواجز ويصبح أول طيار إيزيدي
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي 24 – حسام الشاعر
في قصة ملهمة تبرز قوة الإرادة والتفاني، نجح “سامان فلاح سليم”، الشاب الإيزيدي من بحزاني في ناحية بعشيقة بمحافظة نينوى، في تحقيق إنجاز تاريخي بتخرجه كأول طيار إيزيدي في القوات الجوية العراقية عام 2025، محطمًا بذلك حاجزًا كان يُعدّ في السابق من المستحيلات.
تحديات الشباب والطموح
سامان، مواليد 1999، عاد إلى مسقط رأسه بحزاني بعد سنوات النزوح، ليبدأ رحلته الأكاديمية بقبوله في كلية الآداب بجامعة الموصل، قسم الترجمة، حيث تخرج عام 2022 ضمن الأوائل. لكنه لم يكتفِ بالنجاح الأكاديمي، بل رأى في إعلان “فتح باب التقديم لكلية الطيران بوزارة الدفاع” فرصة ذهبية. “تقدمت بأضعف الإيمان، لكنني قلتبأن المحاولة خير من الندم”، يروي سامان لـ”إيزيدي 24”.
من بين 44 ألف متقدم، تم اختيار 91 فقط، وكان سامان أحدهم، في خبر وصفه بـ”أجمل لحظات حياتي”. لكنه لم يكن يعلم أن التحدي الحقيقي لم يبدأ بعد.
معركة الموازنة بين بغداد والموصل
واجه سامان تحديات هائلة، حيث كان يدرس في كلية الآداب بالموصل وفي الوقت ذاته يخضع لاختبارات وتدريبات شاقة في كلية الطيران ببغداد، ويقول، “كنت أسافر بين المدينتين، أواجه ضغوطًا نفسية وبدنية هائلة، وأحيانًا كنت أفقد الأمل”.
استمر لثلاث سنوات في اختبارات بدنية ونفسية ونظرية معقدة، بينما لم يسبق لأي إيزيدي أن تم قبوله في هذا المجال.
التفوق رغم الصعاب
بعد تخرجه من كلية الآداب عام 2022، تفرغ سامان لكلية الطيران، حيث واجه مناهج دراسية باللغة الإنجليزية حصرًا، وهو ما ساعده فيه إتقانه للغة كخريج ترجمة، ويوضح، “كانت الدراسة صعبة، والتدريبات شاقة، ودرجة النجاح 90 وليست 50. كنا ندرس مادة كاملة في ثلاثة أيام ونمتحن في الرابع، ومن يرسب مرتين يُفصل”.
رغم انسحاب العديد من زملائه، تخرج سامان ضمن 74 ناجحًا من أصل 91، ليس فقط بنجاح، بل بتفوق ضمن الأوائل.
إلهام الأجيال
في ظل نظام سابق كان يضع خطوطًا حمراء أمام الإيزيديين، خاصة في الرتب العسكرية العليا، جاء إنجاز سامان ليؤكد أن الإيزيديين قادرون على تحمل المسؤوليات الكبرى وتمثيل الوطن بجدارة،
ويقول، “لم أكن أنام الليالي، واجهت تدريبات عسكرية وبدنية ودراسة شاقة، لكن تمسكت ببصيص أمل. الأرض نفسها حبة تراب معلقة بخيط نور، ومع ذلك تنجح”.
رسالة ملهمة للشباب
يوجه سامان رسالة للشباب والطلاب، قائلاً، “اتبع حلمك، فبصيص أمل قد يضيء كوكبك. كالسمكة التي قفزت من بركة إلى البحر، الحلم قد يكون على بعد قفزة واحدة. التضحية ضرورية لتحقيق الأعظم”.
قصة سامان ليست مجرد إنجاز شخصي، بل رمز لصعود الإيزيديين كجزء لا يتجزأ من نسيج العراق، يسهمون بكفاءاتهم وطموحهم في بناء مستقبل الوطن.