ستوريقصص صحفية

امرأة ترسم من رماد الإبادة… نازدار خدر توثق حكايات شعبها

برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي 24 – نصر حاجي خدر 

في ركنٍ من أركان الفن التشكيلي العراقي، تبرز نازدار علي خدر كصوت إيزيدي أنثوي، يُجسّد على القماش آلام مجتمعٍ جُرّح وأملًا لم ينطفئ. لم تكن نازدار مجرد رسامة، بل كانت شاهدًا حيًا على المأساة، ومرآةً تعكس ما مرّ به أبناء جلدتها من نساء وأطفال، في سنجار وغيرها من المناطق المنكوبة، بعد فاجعة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في الثالث من آب عام 2014.

منذ بداياتها، اختارت نازدار أن تجعل من ريشة الفن رسالة إنسانية وثقافية، تحمل في طياتها صوت المرأة الإيزيدية، وهموم الطفل، وعبق التراث. تقول الفنانة في حديثها لـــ ايزيدي24 : “صورة والدتي وإخوتي وأخواتي لا تفارق ذهني، فهي تمثل لي معنى العائلة الإيزيدية، بكل ما تحمله من حب وعطاء وتضحية.”

تعكس لوحات نازدار حضورًا لافتًا للمرأة، ليس فقط كرمز للمعاناة، بل أيضًا كرمز للقوة والأمل، وتؤكد: “أركز على المرأة في أعمالي، وأمنحها المساحة التي تستحقها، فهي قلب المجتمع، وما مرّت به النساء الإيزيديات بعد الإبادة يحتاج إلى توثيقٍ فني يليق بتضحياتهن.”

كما تحتل الطفولة حيّزًا مهمًا في أعمالها، حيث تقول: “الطفل هو عماد المستقبل، والطفولة لحظة نقية في حياة كل إنسان، ولهذا أخصص جزءًا من أعمالي لتجسيد براءتها وأهميتها.”

ولا تقتصر أعمال نازدار على توثيق الألم، بل تسعى من خلالها إلى إبراز الجوانب الجمالية من البيئة الإيزيدية، والتراث الغني الذي تحمله. فهي ترى أن المباني القديمة والبيئة الريفية ليست مجرد ذكريات، بل إرث حضاري وثقافي يجب الحفاظ عليه.

في حديثها عن رحلتها الفنية، تشيد بالدور الذي لعبته عائلتها في دعم موهبتها: “ما كنت لأستمر لولا وقوف والدي ووالدتي وإخوتي إلى جانبي، واليوم زوجي وعائلته هم سندي الدائم. كل فتاة إذا توفرت لها بيئة داعمة ستتمكن من تقديم أفضل ما لديها.”

وترى نازدار أن المجتمع اليوم بات أكثر انفتاحًا على إبداعات النساء، خاصة في المجال الفني، داعية إلى استثمار هذه الفرص وعدم التراجع أمام التحديات.

واختتمت حديثها بنداءٍ واضح إلى الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية: “نحن بحاجة إلى المزيد من المعارض وورش العمل الفنية للشباب والفتيات، فالفن قادر على إشاعة السلام وبث الطمأنينة في نفوس الناس.”

بريشتها الحساسة وروحها المثابرة، تواصل نازدار علي خدر تقديم أعمال تحمل وجعًا وقيمة، لتكتب بتاريخ الألوان فصلًا جديدًا من ذاكرة الإيزيديين وذاكرة العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى