
فرحان ابراهيم
بعد أكثر من عقدٍ على اجتياح تنظيم داعش لسنجار (آب/أغسطس 2014)، ما زال مصير نحو 2,700 امرأة وطفلة إيزيدية مجهولًا، فيما تتوالى القمم والمؤتمرات دون أن تُترجم المأساة الإيزيدية إلى التزام حقيقي. القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها بغداد، مرّت مرور الكرام على هذه الفاجعة، وكأنّها ليست من صُلب الهمّ العراقي والعربي.
القمة العربية… مأساة مغيّبة رغم وقوعها على الأرض المضيفة
لم يصدر عن الوفد العراقي – وهو المضيّف – أي موقف رسمي بشأن قضية المختطفات، ولا ورد ذكرٌ لجهود البحث أو محاسبة الدول التي ساهمت عناصر منها في الإبادة. تجاهلٌ قاسٍ يطرح علامات استفهام عن أولويات الخطاب الرسمي، ومَن يُمثَّل فعلاً في مثل هذه المحافل.
بين الأقوال والأفعال… فجوة لا تُطاق
• إعمار سنجار: رغم مرور تسع سنوات على التحرير، ما تزال البنية التحتية مدمّرة، والمدارس والمستشفيات خارج الخدمة.
• تحرير المختطفات: لا وجود لخلية وطنية فاعلة، ولا مخصصات مالية واضحة، والجهود محصورة في مبادرات غير حكومية.
• المقابر الجماعية: أكثر من 80 موقعًا موثّقًا ما زال ينتظر التحقيق الجنائي والطب العدلي.
• النازحون: أكثر من 180 ألف إيزيدي ما زالوا في المخيمات، وسط غياب الخدمات والتعويضات.
أولويات مختلّة في الموازنة
أعلنت رئيسة الحكومة، خلال القمة، تخصيص 40 مليون دولار لدعم فلسطين ولبنان، وهو موقف تضامني لا غبار عليه، لكنّه يكشف مفارقة صارخة: الإيزيديون، أبناء هذا البلد، ما زالوا تحت الخيام دون أن تُرصد لهم مبالغ مماثلة تُعيد لهم الحياة والكرامة.
عتابٌ من عمق الجرح
• كيف لدولة أن تتحدث باسم العرب وهي عاجزة عن إنصاف أبنائها؟
• كيف تمرّ كل هذه السنوات دون استعادة المختطفات أو حتى إعلان خطة حكومية جادة لذلك؟
• كيف تُهدر الحقيقة في المقابر الجماعية، وتبقى الضحايا دون اعتراف ولا إنصاف؟
العدالة لا تُقاس بالشعارات، بل بالأفعال والموازنات.
وكرامة الإيزيديات ليست قضية محلية، بل اختبار لأخلاق الدولة، ولقيمة الإنسان في سياساتها.
آن الأوان لصرخة واضحة:
ضعوا ملفّ الإبادة الإيزيدية في صدارة الخطاب الوطني والعربي، لأن الصمت جريمة أخرى.