محامية إيزيدية تتحدى الإرهاب وتُكرَّم بدرع “المسيرة الملهمة” في بغداد
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي 24 – طلال مراد
في مشهدٍ يعبّر عن صمود المرأة العراقية وعزيمتها، اعتلت المحامية الإيزيدية سالي إلياس منصة التكريم في بغداد، لتحصد درع “المسيرة الملهمة” الذي منحته إياها نقابة المحامين العراقيين، تقديرًا لمسيرتها المهنية ودورها الفاعل في الدفاع عن حقوق النساء الإيزيديات، لا سيما الناجيات من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
التمسك بالمهنة
تنحدر سالي من قضاء الشيخان في محافظة نينوى، وهي منطقة دفعت ثمناً باهظاً خلال اجتياح داعش، حيث اضطرت مئات العائلات الإيزيدية إلى الهروب واللجوء خارج البلاد. لكن سالي، بخلاف معظم أقاربها الذين هاجروا، اختارت البقاء. لم يكن قرارًا سهلًا، بل كان محفوفًا بالمخاطر، لكنها آثرت التمسك بمهنتها كمحامية والدفاع عن بنات جلدتها، رافضةً أن تتخلى عن رسالتها في أحلك الظروف.
ورغم المآسي التي عاشها مجتمعها، آمنت سالي أن العدالة لا تتحقق بالصمت أو الهروب، بل بالصمود والعمل. تبين : “تمسكت بعضويتي في نقابة المحامين رغم كل التحديات. كان بإمكاني أن أهاجر، لكنني كنت سأفقد هويتي المهنية، خاصة أن معظم الدول لا تعترف بالقوانين العراقية، وكنت سأضطر للبدء من الصفر. اخترت البقاء، ومواجهة الواقع رغم صعوبته.”
المجال الانساني
وبعد سنوات من العمل الميداني، قدمت سالي الدعم القانوني والنفسي للناجيات من الإبادة، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، مع الحرص الشديد على حماية خصوصية الضحايا والابتعاد عن الإعلام، احترامًا لآلامهن ورفضًا للمتاجرة بقصصهن.
الدراسات العليا
مسيرتها الأكاديمية لم تقل عن نضالها المهني. التحقت بكلية الحقوق في جامعة الموصل، وتخصصت في القانون المدني، أحد أصعب التخصصات، وحصلت على درجة الماجستير. وتؤكد سالي قائلة:”درست لأنني أستحق، ولأن من أدافع عنهم يستحقون. واجهت الكثير من التشكيك كوني امرأة إيزيدية، لكنني لم أتراجع، وأنا اليوم فخورة بأنني أستاذة ومحامية في هذا المجال.”
ثمرة العمل
وفي يوم المرأة العالمي، اختارت نقابة المحامين العراقيين أن تكرم سالي إلياس، معتبرةً قصتها نموذجًا يُحتذى به. وأكد النقيب خلال التكريم أن “العمل الصامت والمثابرة هما أقصر طريق للتغيير الحقيقي”، مانحًا سالي درع “المسيرة الملهمة”.
وعن التكريم، تقول سالي لـ ايزيدي 24 ، “كنت متحفظةً على إعلان هذا التكريم، لكنني رأيته رسالة مهمة تعكس صمود المرأة الإيزيدية. هذا الدرع ليس لي وحدي، بل لكل محامية عراقية، ولكل امرأة تعمل بصمت وتحقق إنجازات بعيدة عن الأضواء. قصتي قد لا تكون مشهورة، لكنها حقيقية، وأنا أفتخر بكوني امرأة إيزيدية ومحامية عراقية.”