اراء

اللصوص والحرامية اصبحوا حُماةً للقضية

اكرم رشو جيان

كلما اقتربت الانتخابات، ترى المرشح اصبح اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً، متديناً، رياضياً، فلاحاً وراعياً، يدعم شتى المجالات، فقط ليبرهن لنا بأنه يشاركنا في كل شيء.

يجري زيارات إلى وزير الإسكان ووزير الموارد المائية، وزير الزراعة، وزير الكهرباء، وزير التربية، وزير التعليم وزيارات أخرى لا تحصى ولا تعد، ولو كان بإمكانه لطلب من الفضائيين والزومبي زيارة، ليبحث معهم مدى إمكانية توفير الخدمات للشعب الايزيدي ويطلب منهم أهمية دعمهم للقضية الايزيدية، يا له من سخرية أ ليس كذلك أيها القارئ.

تخيل عزيزي القارئ، يحدث كل هذا ونحن نعيش في حلم اليقظة، نفتح أعيننا لا نرى سوى شارع غير مكتمل مند اشهر او سنوات، موقع مستشفى تحول إلى مزبلة لرمي النفايات، جامعة لم ترى النور، بلدية حولها المئات من شبهات الفساد وعدم تقديم الخدمات للمنطقة بالمستوى المطلوب، كهرباء غير مستقرة لا تتجاوز الثلاث ساعات، الواقع الصحي متدني والمستشفيات في سنجار وسنوني والمراكز الصحية في المجمعات الأخرى غير صالحة لمعالجة المرضى، بل المريض الذي يذهب إلى هذه المستشفيات والمراكز يسوء حالته اكثر لعدم وجود الخبرة اللازمة للكوادر الصحية، للأسف فإن الصحة في سنجار وسنوني تحتاج لرقابة وتفتيش صحي مستمر، لعدم نظافة هذه المراكز وعدم قيام الإدارات بواجباتها بالشكل المعتاد، وبحاجة ماسة إلى رقابة من قبل دائرة صحة نينوى.

يتم فتح ملفات لمشاريع اكل الظهر عليها وشرب، مثال ذلك مشروع ري الجزيرة الذي تم ابتلاع ميزانيته قبل أحداث 2014، كذلك ملف تعويض المتضررين من سياسات النظام السابق ونعلم علم اليقين بأنها سياسة لخداع الجمهور ومحاولة بائسة لكسب أصواتهم، حتى الدين لم يسلم منهم.

قالها “ميكافيللي” في السياسة “الغاية تبرر الوسيلة”، من الممكن أن ترى سياسياً يلبس الأبيض ويزور لالش فقط ليكون في أنظار الجمهور متديناً، عفيفاً، شريفاً، قلبه عامرٌ بالإيمان، وبهذا قد حقق غايته في استخدامه للدين.

لماذا لم يطلب احد من الساسة الايزيديين في دوراتهم البرلمانية المتعاقبة الماضية بمشروع بناء السدود في سنجار، لكن تمت المطالبة في ظل الفترة الحالية؟ قد يرى البعض بأنه انجاز حتى ولو كان المشروع حبر على ورق، او قد لا يكون حبراً ايضاً، قد يكون ورقاً فارغاً من الأساس.

نحن شعبٌ نعيش بجرعة من الوعود، علماً اننا لا نعترض إلا بعد ان نموت بنفس الجرعة التي أعطانا إياها نفس الشخص، الغريب في الأمر منذ 2003 وإلى يومنا هذا لم نأخذ من معاناتنا درساً ولم نتعلم من تجاربنا ونقوم باختيار نفس الوجوه ونكرر الخطاً نفسه، يقول “باولو كويلو”، “حين تكرر ارتكاب خطأ ما، فلن يصبح خطأ بعد ذلك بل قرار واختيار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى