أصداء الهوية تتردد في الموصل.. مشاركة إيزيدية تخطف الأضواء في مهرجان أبي تمام

ايزيدي 24 -بسام جيجي

شهدت مدينة الموصل، حدثًا ثقافيًا لافتًا تمثّل بمشاركة شاعرين إيزيديين في فعاليات مهرجان أبي تمام الشعري دورة الشاعر يوسف الصائغ، الذي يُعد أحد أبرز المهرجانات الأدبية في العراق، ويجمع سنويًا نخبة من الشعراء والمبدعين من مختلف الدول والمكونات.

وجاءت مشاركة الشاعرين الإيزيديين كرم طباني وحسام الشاعر لتؤكّد حضور المكوّن الإيزيدي الأصيل في المشهد الثقافي العراقي، وترسّخ دور الأدب والإبداع في تعزيز روح التنوّع والتعايش التي تشتهر بها مدينة الموصل عبر تاريخها. وقد قدّم الشاعران نصوصًا حملت ثيمات الهوية والذاكرة والإنسان، ممزوجة بإيقاع شعري خاص يعكس معاناة شعبهم وآماله، وسط تفاعل كبير من الجمهور والنقّاد.

وقال الشاعر كرم طباني في تصريحٍ خاص لـ إيزيدي 24، “مشاركتنا اليوم ليست مجرد قراءة نصوص شعرية، بل هي محاولة لإيصال رسالة شعبٍ ما زال يكتب أوجاعه بالأمل”.

مؤكدًا بأنه، “وجودنا على منصة تحمل اسم أبي تمام هو تأكيد أن الصوت الإيزيدي حاضر وفاعل، وأن الشعر قادر على أن يكون جسرًا يعبر بنا نحو فهمٍ أعمق للإنسان ومعاناته، بعيدًا عن كل ما يفرّق.

واختتم، “وما شهدته اليوم من تفاعل الجمهور يعكس رغبة حقيقية لدى المتلقي العراقي في الإصغاء لكل صوت صادق، خصوصا قصيدة يوفا التي ألقيتها والتي تحكي رواية الطفلة الايزيدية يوڤا ”.

فيما أشار محمد جلال الصائغ رئيس اتحاد نينوى وأحد القائمين على المهرجان الى إن “مشاركة الشعراء من مختلف الأطياف تُعد من ثوابت المهرجان، فالأدب كان دائمًا جسرًا يربط القلوب ويوحّد الأصوات تحت راية واحدة هي راية الإبداع.”

وعبّر عدد من الحضور عن إعجابهم بما قُدّم من نصوص إيزيدية، مشيرين إلى أنها “أضافت نكهة جديدة للبرنامج الشعري، وأثرت المنصة بصورٍ شعرية عميقة ومغايرة”.

وتأتي هذه المشاركة الإيزيدية لتؤكد أن الثقافة قادرة على جمع المختلفين في فضاء واحد، وأن الشعر سيظل صوتًا يعبّر عن الإنسان أينما كان، ويعيد للموصل مكانتها مدينةً للسلام والجمال والإبداع.

ويُذكر أن مهرجان أبي تمام الشعري يُقام سنويًا في الموصل تخليدًا لإرث الشاعر العباسي الكبير أبي تمام، ويهدف إلى دعم الحركة الأدبية في العراق، وتوفير مساحة للشعراء الشباب والمحترفين لعرض تجاربهم أمام جمهور واسع من المثقفين والأكاديميين.