اربعة ملايين شخص في العراق مهددون بالنزوح لأسباب بيئية
نورا السلطان – طلال مراد – ايزيدي 24
قاسو حسين 60 سنة, مزارع من سنجار يملك مزرعة و بستان خاص باشجار التين يقول: “منذ عشرات السنوات و نحن هنا في هذا المكان كونه مصدر معيشي رئيسي لنا كعائلة و كنا نعتمد عليه بشكل اساسي, و لكن انا الان في مرحلة خطرة و في مرحلة فقدان 700 شجرة تين قمت انا و عائلتي بزراعتها هنا منذ سنوات”.
يقول قاسو ايضا,” بسبب شحة الأمطار و جفاف المياه في الابار و عدم وجود مصدر مائي بديل في الجبل خسرت الكثير من الاشجارة و المتبقية ايضا أيلة للخلاص” يقول ذلك بحسرة وأسف و اياديه ترتجف و قال متنهدا ” مع الاسف هيج يصير و ماكو حل النا غير انه نهاجر المكان و ندور على غير مصدر معيشي” .
بسبب هذه الظروف و عدم وجود جهد حكومي استراتيجي لمخزون المياه في المنطقة عامة سوف يخسر قاسو كل ما يملكه و مصدر معيشي رئيسي كان يعتمد عليه لسنوات و قد يضطر الى مغادرة هذا المكان و التنقل الى المدينة بحثا عن مصدر معيشي اخر. اردف قائلا, “ربما الحكومة لا تستطيع جلب المياه او اصلاح ما حدث لكن كجزء من حقوقنا كمزارعين يفترص بهم تعويض الضرر الذي لحق بي باخرون مثلي”
ما هو معلوم و واقع ان المحافظات الجنوبية من العراق هي الأكثر ضررا من هذا الجانب، و لكن نينوى ايضا من المحافظات العراقية التي تأثرت بشكل جدا كبير بالتغيرات المناخية و حسب تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر تعتبر العراق خامس دولة على خط التأثير و ثاني دولة حول العالم من ناحية التلوث . هذه التغيرات لعبت بشكل كبير و فعال على الصعيد المناخي في العراق من ناحية تساقط الأمطار و مناخ المنطقة.
و يقول الناشط الموصلي في مجال البيئة ( انس الطائي) : “هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم حيث اتخذت الكثير من الدول اجراءات في انشاء السدود و مشاريع الري لمواجهة اي تغير مناخي بعكس العراق التي مرت بفترة حصار و فترة حروب منذ عشرات السنوات حيث لم تتخذ العراق اي خطوات و انشاء مشاريع تساهم مواجهة هذه التغيرات في المستقبل انذاك و الذي هو الحاضر الذي نعيشه اليوم”
الجفاف, خطر قادم يهدد المزارعين و مصدر معيشتهم
مؤشرات و دراسات عديدة بدأت تدق ناقوس الخطر، في محاولة لاستشراف المستقبل البيئي في العراق ..وتنذر سيناريوهات مقلقة حول التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على السكان في السنوات القادمة على الظواهر الطبيعية التي استجدت مؤخرا في بعض مناطق العراق ولا سيما الجنوبية منها ، وليس أقلها التغيرات الدرامية في مناسيب المياه جفاف الانهار و البحيرات و الاهوار، فضلا عن درجات الحرارة العالية.
في تقرير نشر على موقع الامم المتحدة في نوفمبر 2022 بقلم السيد غلام إسحق زي ، نائب الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق, يذكر فيه ” في عام 2021 ، شهد العراق ثاني أكثر مواسمه جفافاً منذ 40 عاماً بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار. وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، التي توفر ما يصل إلى 98٪ من المياه السطحية في العراق، بنسبة 30-40٪. كما تجف الأهوار التاريخية في الجنوب، وهي إحدى عجائب التراث الطبيعي. وتتصاعد درجات الحرارة في العراق، حيث سجلت أعلى درجة حرارة بلغت حوالي 54 درجة مئوية في البصرة. ويعني انخفاض منسوب مياه الأنهار أن مياه البحر تندفع داخل الأراضي الجنوبية، مع تهديد الملوحة للزراعة. إن سبل عيش مجتمعات بأكملها وحتى وجودها على المحك.
ولا يؤثر تغير المناخ في العراق على القطاع الزراعي فحسب بل يمثل تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية ويضع عوائق أمام التنمية المستدامة ويفاقم التحديات البيئية والأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد”.
ع.ح, مزارع من سنجار كان لديه مزرعة لاشجار التين على جبل سنجار و بسبب شحة المياه و التغيرات المناخية اضطر الى مغادرة و ترك مزرعته و النزوح الى كوردستان بالتحديد في محافظة دهوك لاستئجار بستان و العمل فيه لسد رمق عيشه و عيش اطفاله و الصورة ادناه لمزرعته:
تزيد هذه التحديات المناخية من ضغوط الاقتصاد والبيئة، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والاقتصادية، إذ ان ندرة الموارد وتدهور البيئة قد تؤدي إلى منافسات أكثر حدة بين المجتمعات المحلية، وهذا بدوره قد يؤدي إلى تقويض التماسك الاجتماعي.
(زعيم خلات) مدير مشروع خاص بالتغيرات البيئية في منظمة (بايت) اشار الى وجود علاقة بين التوترات الاجتماعية والمناطقية وبين نقص الموارد المائية لنقص المياه والزيادة في درجات الحرارة يتسببان في تعميق التوترات بين السكان المحليين على الموارد المحدودة، وتفاقمان الفقر ، ا من خلال تدمير محاصيل المزارعين وتقليل فرص العمل. في هذا السياق، تبرز ظاهرة اللاجئين البيئيين كنتيجة للتحديات البيئية والمناخية التي تجبر الأفراد والمجتمعات على ترك منازلهم ومناطق سكانهم بحثًا عن أماكن آمنة ومستدامة للعيش سواء داخل البلد نفسه او خارجه.
و يقول خلات, هذه التغيرات تضع تحديات كبيرة أمام السلطات العراقية في مجال إدارة الموارد وتقديم الدعم للمتضررين، ويصبح التصدي لتأثيرات التغيرات المناخية وتعزيز التحضير والاستجابة أمرًا حيويًا للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتقليل ظهور المزيد من اللاجئين البيئيين.
التلوث النفطي:
يواجه العراق تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتلوث النفطي نتيجة للأحداث العسكرية والنزاعات الدائمة، فضلاً عن الأنشطة النفطية ذات الصلة. حيث ان النزاعات السابقة والأنشطة النفطية قد أدت إلى تسرب كميات كبيرة من النفط في البيئة. الحروب والنزاعات المستمرة تسببت في تضرر البنية التحتية للنفط مثل الأنابيب والمصافي، مما أدى إلى تسرب النفط إلى التربة والمياه.
و في تقرير نشره موقع الجزيرة الاخباري يشير ان حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط في العراق يُعد العامل الرئيسي لتلوث المناخ، ويشكل خطرا داهما على صحة الذين يعيشون بجوار حقول النفط.
يقول سكان بلدة نهر عمر، التي تقع بجوار عدة آبار نفطية في جنوب العراق، إن ألسنة اللهب المتصاعدة من الأبراج تنشر السموم في الهواء لتحول الأخضر إلى يابس.
ونقل تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانيةINDEPENDENT عن خبراء أن حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط يعد العامل الرئيسي لتلوث المناخ، ويشكل خطرا داهما على صحة الذين يعيشون في الجوار، مسببة الإصابة بالربو وأمراض الرئة والجلد والسرطان
تأتي هذه المؤشرات المناخية المقلقة في ظل تجاهل الحكومة العراقية لأزمة التلوث الناشئ عن استخراج النفط، وغياب الإرادة السياسية لإدارة ملف التلوث النفطي في جنوب العراق، و عدم وجود آليات وقاية و من الجانب الحكومي لاعلام شعبها حول التغيرات القادمة و كيفية الوقاية و مواجهة هذه التغيرات.
و في سؤالنا لزعيم خلات حول هذا الامر قال: من خلال التجربة التي نخوضها الان في مشروعنا في قضاء شيخان في نينوى ان هذه المشكلة اصبحت واقع حال بعد الاثر الذي خلفه في اجواء المنطقة حيث يجاور القضاء ابار نفطية تترك اثر سلبي في الغلاف الجوي ناهيك عن المشاكل و التحديات الناجمة عن انابيب النفط العابرة ضمن اراضي زراعية و التي تهدد الزراعة بشكل كبير و تؤثر سلبا على المحصول الزراعي بشكل عام في هذه المنطقة.
و في هذا السياق كشف تحقيق أجراه فريق بي بي سي عربي أن المجتمعات التي تعيش قرب حقول النفط، حيث يحرق الغاز في الهواء الطلق، معرضة لخطر الإصابة بسرطان الدم.
وقالت الأمم المتحدة لبي بي سي إنها تعتبر مثل هذه الأماكن في العراق “مناطق لتقديم القرابين (البشرية) في العصر الحديث” حيث تعطى الأولوية فيها للربح بدلاً من احترام حقوق الإنسان.
مناطق لتقديم القرابين (البشرية) في العصر الحديث” حيث تعطى الأولوية فيها للربح بدلاً من احترام حقوق الإنسان
ظهور اللاجئ البيئي:
عبد الله – لاجئ بيئي من أهوار العراق يقول لنا: في أحد الأيام الحارة في قرية تقع على أطراف أهوار العراق، كان عبد الله ينظر إلى المياه الراكدة التي كانت تحيط بمنزله الذي تركه مؤخرًا، كان يتذكر كيف كانت تلك المنطقة مزدهرة بالحياة والنباتات والطيور قبل أن تبدأ التغيرات المناخية في التأثير عليها.
بدأت الصيفية تزداد حرارة، والأمطار تقل في العام، مما أدى إلى جفاف الأهوار ونقص المياه بشكل ملحوظ، لقد كانت هذه المياه مصدر حياة لسكان القرية منذ أجيال، حيث كانوا يعتمدون على الصيد والزراعة للعيش.
عاش عبد الله مع عائلته في هذه القرية طوال حياته، ولم يتوقع يومًا ما أن يضطر لاتخاذ قرار صعب، مع تفاقم نقص المياه وتدهور الأوضاع المعيشية، قرر عبد الله وعائلته مغادرة منزلهم وبحثًا عن بيئة أفضل.
“بحسب الميثاق العالمي للاجئين المعتمد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الاول من عام 2018 أن التدهور المناخي والبيئي والكوارث الناجمة عنه يؤثران بشكل متزايد على زيادة حركة النزوح واللجوء.”
قد يضطر السكان في مناطق متأثرة بالتغيرات المناخية إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن ظروف حياة أفضل، وتعرف هذه الظاهرة بظهور اللاجئين البيئيين، فاللاجئ البيئي هو فرد أو مجموعة تضطر لترك موطنها بسبب التحديات البيئية والمناخية التي تؤثر على قدرتها على البقاء والعيش في مناطقهم الأصلية، وتتضمن
هذه التحديات ارتفاع درجات الحرارة، ندرة المياه، زحف الكثبان الرملية، وتدهور الأراضي الزراعية، كلها اسباب تدفع هؤلاء الافراد الى ترك مناطقهم نتيجة لتدهور البيئة ونقص الموارد، ويمكن أن يزيد هذا الظهور من الضغط على المناطق المقصودة للاستقرار، ويمكن أن يتسبب ذلك في صراعات وتوترات. تعتبر ظاهرة اللاجئين البيئيين عاملا مهما يؤثر على واقع التماسك الاجتماعي في العراق، حيث تجبر هذه الظروف الصعبة الأفراد والعائلات على ترك منازلهم ومجتمعاتهم، مما يزيد من التوترات والتنافس على الموارد في المناطق المستقبلية، كذلك تتسبب الحركات الكبيرة للسكان في تغيير ديناميات المجتمعات المضيفة، وقد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
الناشطة المدنية ميس محمد من البصرة تتحدث لنا حول الموضوع قائلة: “يواجه اللاجئون البيئيون صعوبات كبيرة في التكيف مع البيئة الجديدة والتكامل في المجتمعات المضيفة، تتطلب هذه العملية توفير فرص عمل وسبل للتعليم والتدريب، إضافةً إلى التوعية بحقوقهم والدعم النفسي لمساعدتهم في التغلب على التحديات النفسية والاجتماعية.
تلعب الحكومة والمؤسسات الدور الرئيسي في مواجهة هذا التحدي، يجب وضع خطط واستراتيجيات للتكيف مع التغيرات المناخية والوقاية من ظاهرة اللاجئين البيئيين، يشمل ذلك تحسين إدارة الموارد المحلية وتعزيز الزراعة المستدامة وتوفير خدمات الرعاية الصحية والتعليم في المناطق المضيفة.”
و من جانب اخر, د. سعد الوزان خبير في مجال البيئة والمناخ، يعلق على الوضع في منطقة أهوار العراق بشكل خاص وعلى الظاهرة المتزايدة للنزوح البيئي:
“تعد تجارب الأشخاص مثل عبد الله وعائلته حالة حية لتأثيرات التغيرات المناخية على البيئة والإنسان، تشير هذه القصة إلى أن الأزمات البيئية لا تقتصر على تأثير البيئة الطبيعية فقط، بل تمتد لتؤثر أيضًا على التماسك الاجتماعي والاقتصادي”.
نحن نشهد تزايدًا ملحوظًا في ظاهرة النزوح البيئي حول العالم، والتي يجب أن تكون تحديًا عالميًا يتعامل معه المجتمع الدولي بجدية.
يجب أن نتخذ إجراءات للتصدي للتغيرات المناخية وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة بحيث يمكن للناس مثل عبد الله أن يجدوا بيئة آمنة ومستدامة للعيش دون أن يتعرضوا للتمييز أو التوترات الاجتماعية.”
رأي الخبير يسلط الضوء على أهمية التصدي لتحديات التغيرات المناخية بشكل شامل وعلى ضرورة تقديم الدعم للمتضررين للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتقليل ظاهرة اللاجئين البيئيين”.
التوترات التي تخلقها التحديات البيئية
بالعودة الى قصة عبد الله الذي رحل مع عائلته الى شمال العراق بحثًا عن فرصة جديدة،فان التجربة الجديدة لم تخل من التحديات… التكيف مع البيئة والظروف الجديدة كان صعبًا، وجد افراد العائلة وا أنفسهم يتنافسون مع سكان المدينة الأصليين على الوظائف والموارد.
على مر الزمن، زاد التوتر بين السكان الجدد والسكان الأصليين في المدينة، حيث اعتبر البعض أن اللاجئين البيئيين هم سبب زيادة الضغط على الموارد وتدهور الظروف المعيشية، تحولت القرية الهادئة التي عاش فيها عبد الله وعائلته إلى مكان محموم بالتوترات الاجتماعية والاقتصادية.
بينما يبقى عبد الله وعائلته في بيئتهم الجديدة، يشعرون بالحنين لمنزلهم القديم ولكنهم يدركون أن التغيرات المناخية قد غيرت حياتهم بشكل دائم وأثرت على تماسك الاجتماعي في منطقتهم.
هذه القصة تلخص كيف يمكن للتغيرات المناخية أن تؤدي إلى نزوح السكان وتسبب خللًا في التماسك الاجتماعي، مما يجعل التصدي لهذه التحديات ضرورة ملحة للمجتمعات المعرضة للخطر.
د. علياء الانصاري خبيرة في مجال العلاقات الاجتماعية، تعلق على التأثير الاجتماعي للنزوح البيئي الناجم عن التغيرات المناخية:
“يسلط هذا التقرير الضوء على جانب مهم وحيوي من تأثيرات التغيرات المناخية، وهو تأثيرها على العلاقات الاجتماعية في المجتمعات المتضررة. عندما يتعرض الأفراد والأسر للضغوط والتحديات نتيجة لنزوحهم البيئي، يمكن أن تنشأ توترات اجتماعية خطيرة”.
النزوح البيئي يمكن أن يؤدي إلى انعدام الأمن والاستقرار الاجتماعي، حيث ينافس النازحون المحليون على الموارد المحدودة، مما يمكن أن يزيد من التوترات الاجتماعية ويؤدي إلى تدهور العلاقات بين السكان المختلفين”.
و كحل للحد من هذه المشاكل تقول د.عليا “من الضروري توجيه الاهتمام للتأثيرات الاجتماعية للنزوح البيئي والعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال بناء جسور التفاهم والتعاون بين المجتمعات المتضررة والمجتمعات المضيفة، يجب أن نتخذ إجراءات مشتركة للمحافظة على السلام والاستقرار في مثل هذه الأوقات الصعبة.”
رأي الخبيرة في العلاقات الاجتماعية يسلط الضوء على أهمية العمل على تعزيز التماسك الاجتماعي في ظل تحديات النزوح البيئي وضرورة تكامل الجهود للحفاظ على استقرار المجتمعات المتأثرة.
تدابير غير مدروسة للتعامل مع الازمة…
و في هذا السياق ( يقول انس الطائي ) “بسبب قلة و شحة تساقط الأمطار تم حفر آبار كثيرة من قبل الفلاحين في عملية زراعة المحاصيل و ما دفع الناس إلى ذلك هو عدم وجود قانون يمنع حفر الابار حيث كان ذلك يتطلب موافقة رسمية و هذا ما أدى إلى حفر الكثير من الابار و في اماكن مختلف في نينوى مع عدم وجود امطار لتغذية المياه الجوفية و الذي يعتبر خزين إستراتجي للعراق فحتى الابار التي كانت تحفر جزء كبير منها في مستوى النزول خاصة في مناطق سنجار و البعاج و جنوب الموصل ممتدا إلى الحضر هذا التأثير ادى إلى نزوح العديد من الاشخاص و ترك اماكنهم مثل سنجار التي تعتبر واحدة من المناطق الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة مع قلة الدعم الحكومي في هذا الاتجاه و هذا ايضا اثر جزئيا على عودة النازحين من مخيمات النزوح لان مصادر المياه جزء من حياة الناس خاصة و ان اغلبهم مزارعين و هذه الظاهرة اثرت على الجانب الزراعي في المنطقة”.
و اردف الطائي قائلا “التأثيرات السلبية منها الميكانيكية ايضا في سنجار كان لها دور بعد لجوء الناس إلى قطع الأشجار في الجبل حيث هنالك أحصائيات تتحدث عن فقدان نصف مليون شجرة في جبل سنجار منذ ٢٠٠٣ و هذا يعتبر كارثة كبيرة كون سنجار يعتبر من المحميات الطبيعية والتي تعتبر جزء من الرئات لوجود عدد كبير من الأشجار فيها و كذلك بسبب التغيرات المناخية هذه جفت الكثير من عيون المياه في سنجار “.
و اختتم الطائي حديثه قائلا: في الفترة الماضية في زمن كورونا بسبب توقف الملوثات و السيارات الكثير من المصانع و كانت هنالك غزارة في الأمطار و ادى ذلك إلى عودة طاقة المياه الجوفية نوعا ما ظهرت في سنجار عيون مياه جديدة و التي كانت أصلا موجودة و لكن بسبب اثار الزمان و عبث الناس بها جفت.
و للتصدي لهذه التغيرات يحتاج العراق و من ضمنها نينوى إلى غطاء اصغر حتى يقلل من من نسبة تلوث الاجواء حتى هناك قلة من موضوع الملوثات و الاحتباس الحراري و بالتالي تأثيراتها المباشرة تقل على محافظة نينوى.
هذه الصورة ادناه في جبل سنجار, في منتصف الربيع و يظهر فيها الافتقار الحاد للمساحات الخضراء و الاشجار تكاد معدوم بسبب الجفاف المطري و ظاهرة قطع الاشجار في السنوات السابقة.
خبراء و مهتمين بمجال البيئة يؤكدون ان ظاهرة اللاجئين البيئيين تعد تحديا كبيرا يواجهه العراق بسبب التغيرات المناخية وتدهور البيئة، ويتطلب التصدي لهذا التحدي تعاونا دوليا وجهودا محلية مكثفة لتوفير فرص الحياة الكريمة والمستدامة للأفراد المتأثرين والعمل على تقديم الدعم والحماية اللازمين، ويجب أن يعزز الجميع الوعي بأهمية حماية البيئة وتحسين جودة الحياة للجميع في العراق.
كما يمكن أن تساهم هذه الجهود في الحفاظ على التماسك الاجتماعي ومنع ظهور أعباء إضافية على اللاجئين البيئيين والمجتمعات المضيفة.