قصص صحفية

بتلات الورد (6) 2024

مراد سليمان علو 

 

حرصت على أن تكون هذه البتلات متصلة ببعضها في موضوع واحد وكـأنها بتلات لوردة واحدة تنتظر شنكاليا يقطفها ويهديها لمحبوبته في جماعية ما. فأنا أعرفك أنت لا تتعاطى السياسة، ولا أنا. وكلانا لا نحب السياسة، ولا نعرف دهاليزها. ولكن دائما هناك خطوات أولية تشجعنا للمضي قدما في الحياة لنتقبل ما هو سياسي.

ونحو معرفة حقيقية للواقع، والواقع دائما هو وجه من وجوه السياسة الطافية من منهولات المجتمع كما لا يخفى. وقد تكون مشكلتك أيضا أنك لا تفهم المصطلحات الفلسفية والاجتماعية والسياسية. دعك منها أذن، واسمع لقاءات الأخ (أحمد شنكالي)، فقط أسمع كلامه وشرحه وتحليله. وستتعلم الكثير عن واقعك وعن سياسة الأحزاب في بلدك. (أبو شنكال) سيقول ما تفكر به وما هو ببالك، فقط أسمع هذا المجتهد العصامي، وهذا هو رابط صفحته في الفيسبوك:  

 https://www.facebook.com/profile.php?id=100083295497760

وكذلك جنابك لا تحب كتاباتي ولا تقرأها، لوجود سريالية وفنتازيا زائدة فيها، لا يهم دعني أدعوك لقراءة كتابات الأخ (حجي الخالدي) وعليك أن تطمئن كثيرا، في مكتوبة بالعامية على الأغلب وعلى كيف كيفك، يشرّح لك (بتشديد الراء) الواقع تشريحا، ويضيف اليه بعض البهارات التي حصل عليها من سنين عمره، وتعبه، وشقائه. وحزنه وفرحه وكذلك من حبه الكثير وقلبه الكبير، وسترى طريقة باهرة وممتعة في الطرح والشرح، وهذا هو رابط صفحته:

 https://www.facebook.com/haji.alkhalidy    

هدفي بالأساس تنويري، وثقافي بحت، أينما كان وكيفما كان؛ لأجعل هذا العالم مكانا أفضل، فساعدني في ذلك، أنا لم اقترح عليك كتب فريدريك نيتشه، ولا بحوث على الوردي الاجتماعية. فقط عليك أن تتصفح الفيسبوك كما تفعل دائما، وبدلا عن التفاهة والسفاهة الموجودة فيه أقترح عليك متعة بصرية نادرة، ولكن ستكون لها ثمنها عندما تستوعب أكثر وأكثر، وكما قيل قديما، لابد دون الشهد من أبر النحل.

وبما أننا نتحدث عن منصات التواصل الاجتماعية، استميحكم عذرا بالتحدث عن نفسي هذه المرّة: أحيانا، أنشر نصّا، أو منشورا، أو حتى مقالة مهمة. وأرفق المنشور بصورة تكون قريبة من الموضوع وتعطي انطباعا بأنها، أي الصورة مرتبطة بالموضوع بصورة غير مباشرة بل قد تكون لا علاقة لها بما أثرثر به. ولكني أرى جمهور من المتابعين والأصدقاء الأعزاء في الفضاء الأزرق الملعون تعليقاتهم وقفشاتهم البريئة، على الصورة دون قراءة المنشور وطبيعته وهدفه. الصورة قد تكون لجلب الانتباه، وليس لتأملها والتعليق عليها. والتعلق بها. طبعا يستثنى من ذلك المواضيع المباشرة ذات الطبيعة الإخبارية كالموت والزواج… الخ. ولله في خلقه شؤون.

وبما أننا لا نزال في الصفحة الزرقاء التي تسمى الفيسبوك، أودّ أن أقول أيضا: شكرا لمن أرسل ويرسل لي (طلب صداقة)، وشكرا لمن وافق على طلبي صداقته. رغم أن البعض منكم عندما يقرأ كتابا؛ يقوم بنشر مقتطفات من هذا الكتاب، لا يكتب قراءة عن الكتاب فهذا يتطلب جهدا استثنائيا، ولا يكتب مقالا يجعل من الكتاب مرجعا ومصدرا له، بل ينشر مقتطفات من الكتاب نفسه، وكأنه يرغب في تثقيفنا، لا يعلم الأرعن بأنه السفيه الوحيد بيننا.

وعلى هذه الرنّة نجد بعض الكتاب (النصف ردن) وهم في سوق الأنترنت (كومة بقرش) تماما كالبطيخ الصيفي في العراق، نجد هؤلاء يرددون قصصا من الموروث الشعبي من أمثال: قصّة الحية والعصفورة، أو قصّة ابنة التاجر والفقير. وتلك القصص والخزعبلات التي على شاكلتها، والمنسلة من قصص وحكايات أيام زمان، وقد أكل الدهر عليها وشرب. وهي تعد الآن من النوادر، بل تصنف ضمن الأفلام الهندية اصطلاحا لعدم واقعيتها.

المثل الكرمانجي يقول: يقال إن أحدهم أراد يبني لنفسه صيتا، فتبرّز على وتد. هكذا بوسع أي صعلوك في الوقت الحاضر أن يقول ما يشاء، أو حتى يفعل ما يشاء، فقد نصب (جوشوا أبراهام نورتون) نفسه امبراطورا على الولايات المتحدة، ثم منح نفسه لقبا ثانيا وتولى منصب (حامي المكسيك) كما كان يعرف باسم الإمبراطور نورتون الأول، كان رجلا مدنيا في سان فرانسيسكو، وبعد عودته من مغامراته في أفريقيا، قام بتنصيب نفسه بنفسه.

هل تروق لك هذا النوع من القصص، خذ قصة أخرى وهي مشابهة للأولى: حيث أنَّ المغامر الروسي (بوريس سكوسايريف) نصب نفسه لمدة 13 يوما ملكًا على أندورا قبل أن يتم توقيفه.

هذا هو الحال مع الناس الآن أيضا، فبدلا عن كتابة منشور مفيد للناس، ويتعب نفسه بالبحث والتنقيب عن أسباب ظاهرة سلبية في المجتمع. وكيف نشأت؟ ولماذا؟ وماهي الخطوات التي يمكن اتباعها لأزالتها من هذا المجتمع الجميل؟ يتكئ على كوعه، وفي فمه سيجارة رخيصة، ويكتب بيده الأخرى على موبايله الذي يكاد ينطفئ من تدني مستوى الشحن فيه، منشورا ينقط سخافة واسفافا، ونرى المعلقين والمعجبين بالمئات. لا عجب في ذلك فقد قيل قديما الطيور على أشكالها تقع، ومن سوء الحظ فالطيور بالملايين.

في فترة الصيف المنصرمة هذه، وأثناء تصفحي للويكيبيديا؛ وهو موقع قابل للتصفح والاطلاع كما لا يخفى. فما عليك الا طرح الأسئلة المناسبة. وجدت صفحة تتضمن قائمة أفضل مئة فيلم غنائي مصري، وهكذا بدأت تلك الرحلة الجميلة والممتعة في عصريات الصيف الماضي، وكنت أحرص على مشاهدة تلك الأفلام بالتسلسل في تمام الساعة الرابعة عصرا، عملا وتذكرا بحفلات دور السينما في الموصل أيام زمان. واستعيد ذكريات الطفولة أو الشباب عندما أصادف فلما كنت قد شاهدته في احدى دور السينما في الموصل العامرة أيام زمان، أو في مقاهي شنكال بالأسود والأبيض أيام الطفولة الجميلة. الأفلام الخمسة الأولى على الترتيب هي: (غرام في الكرنك، خلي بالك من زوزو، غزل البنات، أبي فوق الشجرة، آيس كريم في جليم). وخمسة وتسعون فلما آخرا جميلا جدا، تأخذنا لعالم جميل ولأيام مضت دون رجعة.

دعك من الترتيب فهناك أفلام رائعة تقبع في الوسط مثل فلم (سمع هس) لشريف عرفة. بهجة ومتعة بصرية وسمعية توازي قراءة كتاب لعلي الشوك أو سفرة برفقة نفسك التي تحبها الى الغابة الألمانية السوداء، او فلم (صغيرة على الحبّ). والقائمة تطول الى يصل الرقم الى حافة المئة فلم ويتوقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى