“بمناسبة تكرار حوادث السير على الطرق السيئة التبليط”
مراد سليمان علو
خاص لـ (إيزيدي 24)
بعيدا عن المجاملات الرخيصة، والضحك على الذقون ينبغي أن نضع أيدينا على الجروح وأصل البلاء، ونعلن لأنفسنا قبل العالم:
أن النخب في المجتمع غير قادرة على الفعل والتغيير. لذا علينا واجب تغيير النخب أولا.
في مجتمع هزيل وفقير ومحطم مثل المجتمع الشنكالي نخبه تتكون من رؤوساء العشائر (وهذا واقع حال، فللأسف المجتمع لا يزال عشائريا) والمدراء من ذوي البذلات الملونة والكروش الكروية، وكبار الحزبيين والقوميين والتكتلات المسلحة.
ولو قال أحدكم: أن واجب الفعل والتغيير من أجل الفقراء والمحتاجين يقع على عاتق (اليسار) فأقول له بأنني على ثقة بعدم تواجد اليسار في الأحزاب المحلية وفى في صفوف الميليشيات التي تحكم بقوة السلاح وعلينا ألا نثق بنخبة الموظفين من المدراء أو برؤساء العشائر.
اليسار بالمفهوم العام كما يقول الباحث البغدادي وليد عطو:
“اليسار لا يشترط الارتباط بالماركسية ولا بالاشتراكية، بل هو يسار يحترم الانسان ويدافع عن حقوق (الاقليات) التي تعرضت للاضطهاد والتهجير القسري، ولاغتصاب الفتيات وبيعهن في سوق النخاسة. والسطو على اموالهم وممتلكاتهم”.
من واجب اليسار وواجب النخب التي ما تنفك أن تنفخ أوداجها في كل بمناسبة:
الدفاع عن حقوق الذين عادوا الى منازلهم فوجدوها أنقاض بعد نزوحهم في وطنهم الذي دام عشر سنوات.
من واجبهم الدفاع عن حقوق السجناء، والناجيات.
الدفاع عن حقوق من بقي منهم في النزوح في مخيمات لا تستوفي شروط المعيشة بطريقة انسانية.
هؤلاء عليهم أن لا يناموا ويعملوا ليل نهار من أجل الدفاع عن حقوق الأطفال.
وكذلك عن العمال والفلاحين وجميع شرائح المجتمع التي تحتاج الى الاهتمام والرعاية من أجل العيش بكرامة، ومنهم المرضى والمتقاعدين، وذوي العاهات.
أنتم يا نخبة المجتمع، تدعون البطولة في كل حين، فهل دافعتم عن تزويد مناطقكم بالكهرباء؟
هل وقفتم ندا أمام الحكومات المحلية وغيرها من أجل تبليط الطرق التي تربط قراكم بالمدن القريبة والتي يذهب ضحية سوء الطرق العشرات من المساكين كل عام.
أنتم بصراحة كابح ومعطلون لطموحات المجتمع والشبيبة.
علينا أن نشجع الطلبة والشباب لينهض كما فعل في السنة الأولى من الفرمان خارج إطار الانتماء، وبعيدا عن الميليشيات والأحزاب والمخاتير.
القوى الشبابية تستطيع العمل بمفردها دون الحاجة الى الانتماء والى التنظير الأيديولوجي، بل الى المبادرات في العمل والاعتماد على النفس.
نحن بحاجة الى متطوعين والى تنظيمات شبابية تكون ولادتها مرتبطة بالحاجة الى المعرفة والرغبة في الحوار وكيفية مناقشة أوضاع المناطق التي يعيشون فيها.
هذا هو اليسار الذي نحتاجه وليس ذلك الذي يرفع الشعارات الفارغة ويكتفي بها.