ستوري

رؤى عبد الرزاق: صوت من تلعفر يكتب للسلام ويقود جيلاً من الفتيات نحو الإبداع

 

ايزيدي 24 – بسام جيجي

تم انتاج هذا العمل ضمن مشروع Qarib Media و بدعم من الــ CFI

رؤى عبد الرزاق عبد القادر الافندي، من مواليد 1990، ولدت ونشأت ودرست في قضاء تلعفر، غرب محافظة نينوى، شمال العراق، وما زالت تتقدم نحو الامام وتخدم ثقافة مجتمعها وفنه.

تخرجت “الافندي” من قسم الرياضيات بكلية التربية الاساسية بجامعة تلعفر، وتعمل “معلمة جامعية” في مدرسة “ام القرى للبنات” في مسقط رأسها “تلعفر”، وهي كاتبة، تكتب الشعر والقصة، وناشطة تخدم مجتمعها في المجال الإنساني والتعايش وتدير فريق “للفن لغة” يضم مجموعة من الفتيات.

تتحدث “الافندي” عن البيئة التي نشأت فيها وتأثيرها الكبير على حياتها الشخصية والمهنية وكذلك اهتماماتها، وتقول “المجتمع المتنوع يترك أثراً مختلفاً ومميزاً على حياة أي فرد، ويجعل شخصيته أقوى، ويدفعه إلى ترتيب أولوياته واهتماماته فوق احتياجات ذلك النسيج الاجتماعي الجميل”.

مؤكدةً أن “مجتمعاً محافظاً مثل مجتمعنا الشرقي لا يرى في المرأة الا جوانب ضيقة تقلص من دورها الكبير، لذا كان ذلك التحدي الأكبر، إضافة إلى طبيعة الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها تلعفر في العقدين الأخيرين”.

من الكتابة كموهبة الى نشر السلام والمحبة

بدأت “الافندي” بالكتابة وهي في سن صغيرة وفي مرحلتها الدراسية المتوسطة وكانت موهبتها تكبر يوماً بعد يوم وتكرس كتاباتها لتشجيع النساء، وتقول “حينها كنتُ اكتب لنفسي ولا احتفظ بما اكتبه، الا أنه بعد العام 2018 بدأت اكتب وانشر، بدافع التعبير عما يجول في داخلي ولتشجيع بنات حواء على الظهور والمبادرة والأخذ بزمام الأمور”.

وأشارت الى أن “التجارب الشخصية والبيئة والأعراف الاجتماعية لها تأثيرها إن شئنا أم أبينا، لذا أغلب كتاباتي تركز على نشر المحبة والسلام والتعايش ونبذ الخلافات والتطرف والعنف والاهتمام بالمرأة والتراث”.

واجهت “الافندي” تحديات وصعوبات كثيرة في بدايتها ككاتبة لكنها واجهتها بقوة، وتؤكد بأن “على حواء ان تكون أقوى من كل التحديات وتفرض نفسها لتؤكد للأخرين أن باستطاعتها تقديم المزيد إذا أتيحت لها الفرصة”.

حلم آخر يتحقق

عملت “الافندي” لعدة سنوات في المجال الإنساني والثقافي وحضرت ونظمت الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية داخل تلعفر وخارجه بدعم من مؤسسات حكومية أو منظمات دولية ومحلية أو مبادرات شبابية تطوعية، وكانت في كل فعالية تخطط وتحلم بأي يكون لها فريق خاص، وتجمع الفتيات الموهوبات في فريقها.

بشكل او بآخر، حققت “الافندي” حلمها، وتتحدث بشغف عن بداية فريقها بقولها، “وجدتُ في بعض الفتيات الصغيرات اندفاعاً ورغبة وقابلية في مجال الشعر والخطابة والتمثيل والرسم وجمعتُ الراغبات منهن في “مجموعة الكترونية” تم بعده كان الفريق”.

فريق “للفن لغة” يهدف الى رعاية المواهب وتطويرها وخلق روح الابداع في نفوس الفتيات، وتقوم “الافندي”، مع فريقها، بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية متعددة، من القاء قصائد وتقديم مسرحيات، ورسم لوحات، وتقديم عروض فلكلورية وغيرها.

التحديات لم تهزم عزيمتها

بإمكانيات بسيطة، تحقق “الافندي” مع فريقها نتائج ونجاحات على المستوى الثقافي في قضاء تلعفر، ومع ذلك فتواجههن صعوبات وتحديات تتمثل في عدم وجود مركز يجمع الفريق الذي ينتشر أعضاؤه في مختلف احياء المدينة وعدم وجود وسائل نقل مجانية لهم.

وتستطرد “الافندي” في حديثها بالقول، “التحديات هي التي تترك لذة وقيمة لأي عمل، والا فإن العمل السهل لا تكون نتائجه ملفتة للأنظار، وبالتعاون والتفكير خارج الصندوق يمكن التغلب على أغلب التحديات وحلحلتها”.

ويسعى فريق “الافندي” الى “التغيير الإيجابي البنّاء الذي لا يجرد المجتمع من ثوابته ومبادئه”، حسب قولها، وتشير الى أن “طموح كل فرد منا ان يرى من حوله على مستوى من الوعي والادراك الذي يجعله موضع اعتزاز واحترام من قبل الآخرين”.

وتضيف “الافندي”، “أعضاء الفريق يعتبرونني قدوة لهن، وأتمنى ان أكون عند حُسن ظنهم، وتواصل اهاليهن ومشاعرهن يجعلني أشعر أنني استطعتُ أن اترك اثراً جميلاً وإن كنتُ اعتبره متواضعاً، وما زلنا نعمل ونسعى من اجل ذلك”.

أحلام ورسائل الى مجتمعها

تقول “الافندي”، “اسعى لأجمع ما تجود به مخيلتي لطبع وإصدار ما اكتبه، وأن يكون لدينا مسرح ومكتبة ومنتديات ثقافية ومراكز ومؤسسات تساعدنا في القيام بواجبنا في مختلف المجالات”.

وتضيف، “من أصعب الأمور أن يصف الإنسان نفسه، لذا اترك لمن يعرفني حرية الإجابة على سؤالكم هذا”، مشيرة الى أن “الدافع الذي يحفزني للاستمرار رغم الصعوبات هو أننا حين كنا صغاراً لم نجدا ملاذاً يأخذ بيدنا لذا لا اريد أن تبقى هذه الفتيات بلا ملاذ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى