
ايزيدي 24 – نصر حاجي خدر
في نينوى، حيث تتداخل العادات والتقاليد بين الطوائف المختلفة، ينمو الأمل على شكل قوس قزح من الألوان. تلك الألوان التي تعكس روح التعايش والسلام، والتي حملتها أيدي فريق “أيادي الأمل التطوعي” في مبادرتهم المميزة بمناسبة أعياد الربيع لدى الإيزيديين والمسيحيين.
في هذا العام، اختار الفريق أن تكون المبادرة مختلفة وأكثر تأثيرًا، حيث قاموا بتوزيع البيض الملون والحلويات والهدايا على عدد من الأطفال في منطقتي بعشيقة وبحزاني شرقي الموصل. لم تكن الزيارة مجرد نشاط تطوعي، بل كانت رسالة محبة وسلام واحتفاءًا بالتنوع الذي تحتضنه هذه المجتمعات.
البيض الملون.. رسالة فرح وسلام
“هيلين اسطيفان”، قائد الفريق وناشطة في مجال العمل الاجتماعي، تحدثت قائلة، “قمنا اليوم ضمن فريق أيادي الأمل التطوعي بمبادرة توزيع البيض الملون والهدايا على الأطفال بمناسبة أعياد الربيع للإيزيديين والمسيحيين. سعينا لزرع البسمة على وجوه الأطفال، والمشاركة مع العوائل في هذه الاحتفالات الجميلة التي تقام في منطقتنا”.
وأضافت، “المبادرة شملت زيارة بيوت الإيزيديين والمسيحيين وحتى المسلمين، لتقديم التهاني والتبريكات، ومشاركتهم فرحة العيد. نهدف إلى توطيد أواصر المحبة، وزرع السلام بين الجميع، واستغلال المناسبات لتعزيز التماسك المجتمعي”.
وترى “اسطيفان” أن البيض الملون لم يعد مجرد تقليد، بل أصبح أداة تواصل تنقل رسالة أمل، خاصة في مناطق مرّت بظروف صعبة. “مجتمع بعشيقة متعدد الأطياف، والمدينة كلها تحتفل بأعياد الربيع. هذه فرصة لترسيخ ثقافة التسامح ومدّ جسور السلام”.
أصوات من قلب المبادرة
من جانبها، قالت المتطوعة “مروى عامر”، “مشاركتي مع فريق أيادي الأمل تأتي من حرصنا على إشاعة المحبة والسلام. أنا فخورة جدًا بالمساهمة في هذه المبادرة التي تخدم جميع مكونات بعشيقة، دون تمييز.”
وفي تعبير عن فرحتها، قالت المواطنة “سلمى خليل”، “فرحنا كثيرًا بزيارة الفريق لبيتنا. هذا دليل على أن بعشيقة تحتفل بكل أعيادها، بمختلف دياناتها. هكذا مبادرات تعزز الأخوة والسلام بين الجميع”.
كما أشار المواطن “جلال فاتي” إلى أهمية هذه الجهود قائلاً، “بوركت جهود الفريق على هذا العمل الإنساني الرائع. نحن بحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تزرع الأمل وتعيد الثقة. فريق أيادي الأمل من أكثر الفرق تأثيرًا في نينوى، ويستحق كل الدعم”.
ختامًا.. عيد بألوان الأمل
لم تكن هذه المبادرة مجرد توزيع هدايا، بل كانت لحظة إنسانية راقية توحّد فيها الناس تحت مظلة الفرح المشترك، والأمل الذي لا يعرف حدود الدين أو الطائفة.
وفي ختام جولتهم، وجّه فريق “أيادي الأمل التطوعي” تهانيهم لكافة سكان المنطقة، قائلين، “دمتم بخير، وكل عام والجميع بألف خير. أعياد مباركة للجميع، ولتبقَ بعشيقة وبحزاني مناراتٍ للمحبة والتآخي”.