النهوة العشائرية.. غطاء باطل لاغتصاب حرية المرأة

مثنى النهار
في زمن يُفترض أن تسود فيه قيم الحرية والاختيار، ما زالت بعض العقول تُصرّ على تكبيل المرأة بما يُسمّى “النهوة العشائرية” أو “المحير”، وكأن قلبها ملكٌ مشاع يُدار بعصا العشيرة لا برغبتها الإنسانية.
النهوة ليست رجولة، بل قيدٌ من قيود الجهل. من الغباء أن يفرض رجل نفسه على امرأة لا تحبه، وتحب غيره، ثم يتباهى بأنّه “حماها” من الزواج بغيره. أي كرامة تُبنى على كسر إرادة إنسانة وسلب حقها في أن تختار شريك حياتها؟
القوانين والدساتير واضحة: لا زواج بالإكراه، ولا حياة تُفرض بالقوة. والأعراف النبيلة التي تتفاخر بها العشائر العراقية الأصيلة بريئة من هذه العادة التي لا تجلب سوى الدماء والثارات وتعطيل مستقبل الفتيات. فالعشيرة التي تحمي بناتها هي التي تصون حقهن في القرار، لا التي تُصادره.
المرأة ليست جائزة تتقاسمها البنادق، وليست رقماً في دفتر العشيرة، بل إنسانة لها قلب، ولها عقل، ولها الحق الكامل أن تختار من تشاء، متى تشاء، وكيف تشاء، ما دامت في إطار القانون والشرع.
النهوة العشائرية ليست سوى شكل آخر من أشكال العنف الاجتماعي، ولا يختلف عن أي قيد يكمم الحرية. آن الأوان أن نكسر هذا السور الواهن، وأن نعلنها صريحة: من يحب حقاً، لا يفرض نفسه، بل يترك للقلب حرية أن يختار.